هي عادات نقوم بها هنا أو هناك، أنت وأنا وهو وهي، جميعنا قد نمارسها
ولكننا لا نفخر بها، ونرغب في أن نتخلص منها. وكيفما كانت هذه
العادات فإنها ذميمة بوجهة نظرنا على الأقل. ومهما تنوّعت هذه العادات
وبرزت أو اختفت إلا أنها موجودة. فلا يكاد يوجد شخص واحد لا يشكو من عادة
واحدةٍ سيئةٍ على الأقل يودّ أن يغيرّها وأن يتخلّص نهائياً منها. ولكن
كيف سيشرع أحدنا في هذا الأمر؟
حدّد عاداتك السيّئة قد
يتوّهم البعض أنه لا يوجد عنده أيّة عادة سيئة تستوجب التخلص منها. ولكنك
وإن أردت أن تتعرف على عاداتك السيئة يجب عليك مراقبة تصرفاتك جيداً، فإذا
وجدت بعضاً من المظاهر التالية فهذا يدلّ أن لديك عادة سيئة يجب التخلّص
منها:
- الشعور بالخجل إن فعلتَ شيئا معيّنا أمام الناس مثل (قضم أظافرك)
- بعض التصرفات تقوم بعملها ويستنكرها عليك البعض مثل(الحدة في الكلام والعصبية –التلعثم في الكلام –الخجل المفرط).
- فعل
بعض الأشياء التي تقتنع أنها سيئة لكنك لا تستطيع الإقلاع عنها مثل(معاكسة
البنات – التدخين –الإدمان على النظر على الأفلام الإباحية-التحدّث عن
الغير في غيابه بما يكره – الكذب –النفاق – إفشاء الأسرار).
لا شك أنك أدركت الآن أين تكمن عادتك السيّئة التي تريد التخلّص منها، وهذه أهم خطوة في طريق الإقلاع عن هذه العادة.
حدّد أسباب التعلّق بهذه العادة قد
يكون من أقصر الطرق لحلّ المشكلات طرح بعض الأسئلة ومحاولة إيجاد حل منطقي
لها.وكما حدّدت ما هي عاداتك السيّئة بإجاباتك على السؤال "ما هى عادتي
السيئة" عليك الآن السؤال "لماذا تعمقتْ هذه العادة بداخلي؟"
فمن المؤكد أنه لم يولد أحد وهو يمتلك هذه العادة السيئة إذ أن الإنسان
يولد كصفحة بيضاء ثم يكتسب أسلوبه من بيئته وتربيته وميوله الفطرية. وحتّى
نسهّل عليك الأمر فانظر إلى السبب وتفكر قليلاً
- هل كان أصحابك هم السبب في تبنّي هذه العادة.
- هل كان الفضول هو المحرّك الأساسي.
- هل كانت هذه العادة أمراً منتشراً في بيئتك والمحيطين بك.
- هل تبنّيت هذه العادة حتى تشعر بالتفرد.
- هل لهذه العادة موروث ثقافي في بيئتك مثل(ارتباط التدخين بالرجولة, والنميمة بمسمى اللباقة وفن جذب الناس إلى الحديث)
- هل كان السبب في فعل هذه العادة حالة نفسية عابرة مثل (حالة توتر دعتْ إلى الإدمان أو غيره)
لديك
الأن أمثلة كثيرة لتختار منها وتحدّد السبب الرئيسي لهذه العادة والأسباب
الفرعيّة المساعدة والتى جعلتْك تستمر في هذه العادة. وقد يكون لديك أسباب
أخرى مختلفة تماماً عن الأسباب المذكورة. على أي حال سيكون عليك أن تعرف
الأسباب وتحددها بشكل صريح.
قاطع أسباب هذه العادة(قدر المستطاع) إن
معظم العادات لها سبب رئيسي هو المحيطون والأصدقاء. وانطلاقاً من هذه
القناعة يمكنك أن تأخذ قراراً باستبدال مجموعة أصدقائك بأصدقاء آخرين
يساعدونك على الإقلاع عن هذه العادة. وإن كان السبب منشؤه بيئتك أو عائلتك
فيمكنك أن تبيّن لهم ضرر هذه العادة وتأثيرها عليهم وتغيّر موقفك هنا من
مقلّد لهم إلى ناصح مبادر بالتغيير. عليك أن لا تجعل نفعك يقتصر على نفسك
فقط بل يمكنك مساعدة من حولك أيضا وتحويلهم من محيط يساعدك على إدمان هذه
العادة إلى مجموعة تقاوم هذه العادة، وبهذا لن تشعر أنك بمفردك في محاربة
تلك العادة.
اعرف أضرار عادتك بعدما صنّفت هذه
العادة أنها من العادات السيّئة فمن الطبيعي أنك تعرف أضرارها الكثيرة
والتى ينعكس ضررها على حياتك الشخصية أو الاجتماعية، وقد يتعدّى ضررها
للمحيطين. فمثلا لعادة التدخين أضرار خطيرة على الصحّة الشخصيّة ولها أيضا
أضرار على الحياة الاجتماعية، إذ أن التدخين يسبّب نفور الناس من الشخص
المدخّن، كما أن للتدخين أضراراً على المحيطين بسبب تأثيره السلبي
على الصحّة الشخصية. ومن جهة أخرى، تعتبر عادة النميمة واحدة من أشد
العادات الغجتماعية ضرراً إذ أن لها أضراراً جسيمةً على المجتمع، وتعتبر
آفةً تهدّد ترابط الناس بفضح أسرارهم والتلاعب بتلك الأسرار وربما اختلاق
القصص فقط للتسلية. وفي الحقيقة قد تهدّد مثل تلك التصرفات حياة البعض
الشخصية والأسرية, لذا فإن أهميّة معرفة الأضرار تساعد في النفور من تلك
العادة وتقوية العزيمة على ترك هذه العادة.
تعلّم رفض العادة السيئة إنّ العادات السيّئة بطبيعة حالها تعتبر وافدةً علينا وليست صفة متأصّلة فينا. فإن وجدتْ عادة سيّئة تقترب منك فتعلّم أن تقول "لا"،
إذ ليس من المنطقي أن يكون أحدنا عرضةً لأي سلوك سلبي جديد قد يتعرف
عليه. وما يجب علينا أن نتمثله هو القول المعروف "كن سيد نفسك " فالسيد من
ساد نفسه لا من سادتْه نفسه. والحقيقة أن الكثيرين لا يستطيعون رفض
العادات السيئة إلا إذا كان لصاحب الموقف شخصية قوية ولديه ثقة بالنفس
عالية ولا تغريه الكلمات التشجيعية الجوفاء للاقتراب من الخطر. فكن حصيفا
ذكياً واحفظ نفسك من الخطر وقل "لا".
استبدل عاداتك القديمة وكما
تعمل الإعلانات التجارية وتغرينا بالبدائل القويّة، استبدل عاداتك القديمة
السيّئة بعادة جديدة برّاقة جميلة مشجّعة تجعل من يراها يتمنى أن يكون
مكانك ويترك ما هو فيه. واجعل هذا الاستبدال فورياً دونما تأجيل. إنك
-وعندما تُدخِل عادةً إيجابية لحياتك- ستلاحظ أنك بدأت تستثمر طاقتك
-والتي كانت تُهدَر في ما يضرّك- وتحولّها إلى طاقة إنتاجية تعود بالنفع
عليك أولا وعلى من حولك.
تذكّر ولا تنسَ حاول
أن تبقي في ذهنك كلّ ما سبق وعرفته حتّى الآن فيما يخصّ هذه العادة
السيّئة. ثبّت الصورة التي تزعجك من العادة واجعلها نصْب عينيك كلما
حدّثتك نفسك بالعودة إليها. ولا تكن كالأطفال الذي يتحمّسون لفعل ما، ثم
لا يلبثون أن يفتروا ويتباطؤوا عن هذا الفعل من جديد، وما هذا إلاّ لأنهم
لا يستطيعون أن يحافظوا على انطباعاتهم، ولأنهم كثيروا التقلّب بحكم
طفولتهم. إنك -وبسبب عمرك- لديك من النضج ما يمكّنك من الحفاظ على قرارك
الذي توصّلت إليه بعد تفكير طويل.
كافئ نفسك ولكي
تكافئ نفسك بشكل ناجح عليك أن تحدّد مدة معينة تهدف بها إلى الامتناع
نهائياً عن العادة السيئة، ولا تطيل على نفسك المدة في البداية، إذ يمكنك
تحديد أسبوعين. وإذا ما استطعت أن تلتزم فعلاً خلال الأسبوعين فعليك
بمكافأة نفسك. ما رأيك بنزهة صغيرة أو شراء ملابس جديدة أو ربما مشاهدة
فيلم جميل؟ إن المكافأة مهما كانت كبيرةً أو صغيرةً كفيلةٌ بأن تحفزك
وتحمّسك على الاستمرار والمتابعة، لذلك يجب ألا تنساها. تكلم عن إنجازك إنك
كما كنت تفعل هذه العادة السيّئة وربما أمام الكثيرين، عليك أن تتكلم عن
إنجازاك بتركها والتخلّص منها بمنتهى الفخر، خاصة أمام من يزال على هذه
العادة ولا يستطيع تركها. اسمح لنفسك بالزهو قليلا بما فعلت، إذ أنه فعلاً
إنجاز! لكن احذر من أن تغترّ وأن تعتقد أنه يمكنك مجدداً مخالطة من هو
قائم عل هذه العادة دون أن تتأثر بها، فهذه هي أولى خطوات الرجوع السريع
للعادة السيّئة. إن التخلّص من أي عادة سيئة ليس بالمستحيل أو
الأمر الصعب إلاّ أنه ليس سهلاً، لذا وجب عليك أن تعلم أنك طالما اخترت
الطريق الصحيح واتّجهت نحو التغيير، ستواجهك بعض العوائق التى يجب عليك
كسرها وجعلها حليفاً لك ولهدفك، وعليك أن تتحلى بالصبر، وأن تثق بنفسك
بأنك ستستطيع إكمال المشوار والاستمرار على ما عزمت عليه. ولا تنسَ أن
تساعد نفسك بالوسائل المساعدة في التخلّص من العادات السيّئة، ككتابة
وتدوين تاريخ الإقلاع وكيفية الوصول إلى الهدف، والأسباب والعوائق حتى
تتضح الرؤية لك تماماً ويسهل عليك أمر التخلص من هذه العادة السيئة بأقصر
طريق.