هل سقفنا ......السماء ؟؟؟؟؟؟

أطفال نأتي إلى هذا العالم بصرخات تشق عنان الكون غير آبهة بحجم السكينة والهدوء

نحمل في طيات الروح ..قدرات غير محدودة مفتوحة على الكثير والكثير

عقلية نقية ..قلوب طاهرة ...وذاكرة بيضاء غير قابلة للقياس بمقياس الغيغا بايت
لكنها قابلة للتلون بألوان نمزجها بمزيج الواقع المعاش

فرص كثيرة تولد معنا ...تتعاظم في المناخ الصحي
وتتقزم حين تصطدم بواقع ضبابي مشوش

تبدأ ذاكرتنا بالتراجع مع تنامي كلمة ( لا ) التي نسمعها على الأقل
خمسين ألف مرة ...قبل أن نبلغ سن الخامسة
تارةً بمبررات أخلاقية وتربوية مشروعة
وتارةً بلا مبررات ....

إذاً نولد وليس لنا سقف إلا السماء ....

ثم نبدأ بابتلاع طعم المؤثرات المحيطة والتفاعل الإجتماعي
ونقع في شرك الحيرة بين مايجب أن نفعل ....وما نحب أن نفعل
وبين الواجب وما نحب .... تنقسم الحياة وندخل في متاهات ومضاعفات
عدم الرضى الذاتي وتكون الحياة مشتتة

ويبدأ ذاك السقف الذي يظللنا بالهبوط التدريجي ...أمتاراً
أو عشرات الكيلو مترات....وقد يسقط على رؤسنا إذا ما قبلنا
بسياسة التأقلم والمجاراة التي تجعلنا متأثرين ...لا مؤثرين

تضمحل قدراتنا الهائلة في التعلم والإدراك والفهم والتطور
وتخترق ذاكرتنا البيضاء النقية موجات من التشويش والتضليل
وقد تكون من أقرب الناس ...وعن غير قصد ...

كل أطفال العالم يعتبرون الآباء والاشخاص الكبار حولهم آلهة ...
وحين يرى الطفل من يفوقه طولاً بثلاث مرات يأمره أو ينصحه
فيتوجب عليه أن يكون مطيعاً
ومن هنا تأتي أهمية أن يكون الكبار ...كباراً
ولديهم وعي تربوي وإيمان بأن تاريخنا الطفولي
سيؤثر بحجم طموحاتنا المستقبلية ويرسم لنا حدود السقف

وحبذا لو كانت هذه الحدود مرنة وقابلة للإتساع

وهنا وبما أنني فرد أنتمي لجماعة وأحاول شأني شأن الكثيرين
أن أكون فاعلة وأعمل على إعلاء السقف لدي ...

أصرخ ...أيها الناس :

اسمحولي أن أكون أنا ...بدل أن أكون حسب رغبة وشروط شخص آخر

اسمحولي أن أشعر بالذي اشعر به بدل أن أتبنى مشاعر الآخرين

اسمحولي أن افكر وأعبر إذا أردت ...أو أسكت عندما أجد ذلك يناسبني

اسمحولي أن اسير في طريق المخاطر التي أريدها متحملة النتائج ...

اسمحولي أن أبحث عما أحتاجه في هذا العالم بدل أن أنتظر من يمنحني إياه

اسمحولي أن أتحول من إنسانة منقسمة إلى إنسانة مجتمعة الأوصال بقدرات عالية
أسلك طريقاً طويلة أتحمل تبعاتها وأتعلم من أخطائها وصوابها

وإلى أن يبدأ كل واحد منا بتعريف ذاته ...وتحديد قدراته أترككم مع تحية كبيرة وأمنيات عظيمة
بسقف من الإبداع .......حدوده السماء