حياة توتى

فرانشيسكو توتي Francesco Tott

يعد فرانشيسكو توتي أسطورة أساطير نادي روما الايطالي وأكثر اللاعبين شعبية بل أنه أكثر سكان مدينة روما تأثيرا في المدينة وسكانها وأحد رموزها الهامة لها لا تقل عن آثارها وتحفها المعمارية الخالدة حتى وقتنا هذا ,, توتي يعد المشجع الوفي لروما قبل أن يكون اللاعب القائد للفريق وهذا ما جعله يرفض كل العروض المغرية من كبار الأندية الايطالية والأوروبية أمثال ريال مدريد والميلان واليوفينتوس ومانشستريونايتد للانتقال لها مفضلا البقاء في قلب العاصمة الايطالية وقلوب جماهيره الوفية له رغم تواضع الامكانيات المالية والمعنوية لنادي روما وصعوبة تحقيق انجازات تليق بموهبته وقدراته الكبيرة والتي يشهد له بها العدو قبل الحبيب ,, جمهور روما بادل توتي ذلك الحب والوفاء وبشكل كبير أذهل كل من مر على العاصمة ووجد صورة ملك روما كما يلقبه جمهوره مطبوعة على كل بيت وكل حائط وموجودة على عديد الفانلات التي يرتديها أطفال وشباب المدينة وان كان ذلك الأمر قد أثر سلبا على فرانشيسكو اذ حوله لمادة اعلامية خصبة جدا أو كما يقال في ايطاليا " اكتب عن توتي تربح دائما " فأنه جعل من اللاعب حالة فريدة من نوعها ومن الصعب تكرارها
ولد فرانشيسكو في بلدة بورتا ميترونيا الواقعة في مدينة روما بتاريخ 27 سبتمبر 1976 للأبوين فيوريلا واينزو وله أخ يدعى ريكاردو وقد بدأ شغفه بكرة القدم مبكرا حتى أنه كان لا يفارقها حتى أثناء نومه وكان يتابع المباريات بدلا من متابعة أفلام الكارتون مثل باقي الأطفال مما جعل الأب ينتبه لتلك الموهبة عند ابنه وينوي رعايتها وتطويرها
بعد بلوغه سن الخامسة وأثناء العطلة اصطحبه والده لدورة كرة قدم صيفية وطلب من احدى الفرق السماح للولد الصغير ان يلعب معها ولو لدقائق قليلة ليروج عن نفسه لكن الفريق رفض الأمر نظرا لصغر حجم ونحافة توتي الا أن اصرار الأب أجبرهم على قبول وجوده في الملعب لتكون بداية توتي مع كرة القدم الفعلية والمثير أنه في ذلك اليوم تألق وأحرز هدفين فرفض زملاؤه في الفريق خروجه بل دعوه ليكمل معهم الدورة وبالفعل لعب معهم مبارتين فيما بعد ليتأكد لدى الأب شعوره بموهبة ولده الكبيرة وتزيد رغبته في اخراج تلك الموهبة للنور
نادي فوروتيدو كان الخطوة الأولى لتوتي حيث التحق به نظرا لقربه من بيته ورغم أنه كان الأصغر بين زملائه الا أن قدراته الكبيرة كانت بارزة خاصة في مجال التحكم في الكرة والمراوغة والتمرير وهنا ازداد عشق وتعلق الولد الصغير بكرة القدم حتى أنه كان بعد التدريب يتفرغ لمتابعة المباريات بدلا من اللعب مع أصحابه
بعد بروز توتي وتفجر موهبته في كرة القدم بدأت الأندية الايطالية تتهافت عليه لكن نادي لوديجياني تمكن من اقناع والده بتسجيله به ويعد ذلك النادي محطة هامة في مسيرة فرانشيسكو حيث أنه قابل هناك اميديو مورينو الذي يعد صاحب تأثير كبير على توتي داخل وخارج عالم كرة القدم وكان ذلك في العالم 1986 , في تلك الأيام كان توتي يتابع مباريات روما من مدرجات الملعب الأولمبي مع اخاه ريكاردو وأعمامه مما خلق به الحب والولع بنادي العاصمة
بعد موسمين قضاهما توتي مع لوديجياني تفجرت خلالها مواهبه بدرجة كبيرة كانت الحاجة لخطوة جديدة وهامة وهي الانتقال لأحد ناديي المدينة الكبار روما أو لاتسيو وهنا كان خيار نادي لوديجياني هو ارسال توتي لنادي لاتسيو حيث تربط الناديين علاقات ودية ورسمية تحتم ذلك ولكن أفراد عائلة توتي خاصة والدته وأميديو مورينو رفضوا ذلك الأمر تماما وضغطوا بقوة حتى نجحوا بنقل توتي لنادي روما بل أنهم رفضوا عرضا قياسيا لانتقاله لنادي الميلان في مدينة ميلانو شمال ايطاليا مفضلين التحاقه بنادي العاصمة الذي تنتمي له العائلة بالكامل وكانت تلك الخطوة عام 1989 هي الأبرز والأهم في تاريخ تلك العائلة التي كان ولدها سببا في اكتسابها شهرة وحب وتقدير العديد والعديد من عشاق توتي
توتي بدأ مع روما بعمر 13 عام فقط ضمن فريق الناشئين بالنادي وتدرج في صفوف ناشئي روما متدربا تحت يدي عديد المدربين الذين أشادوا به وبقدراته بشكل كبير وكان الولد الصغير معجبا وقتها بالنجم الألماني رودي فولر وقائد الفريق الأول جيانيني حتى أنه كان يعلق له صورة كبيرة في غرفته ,, في عامه ال14 حظي توتي وباقي فرق الناشئين بالنادي بفرصة مقابلة رئيس النادي دينو فيولا لتكريمهم نظرا لتحقيقهم نتائج طيبة في مسابقات الناشئين في ايطاليا وهنا تكلم الرئيس فيولا مع توتي قائلا له " سمعت أنك لاعب ممتاز وأنا في انتظارك مستقبلا " , كانت لتلك الكلمات وقع السحر على توتي مما زاد من حماسه واصراره على النجاح فاختير في نهاية العام أفضل لاعب في دوري الناشئين الايطالي
موسم 1992-1993 هو الموسم الذي لن يمحى من ذاكرة توتي حيث شهد المشاركة الأولى للاعب في الفريق الاول وكانت أمام نادي بريشيا في 28 مارس 1993 وانتهت بفوز روما بهدفين دون مقابل وكان اختياره لتمثيل الفريق الأول نتيجة قيادته لفريق الناشئين للفوز ببطولة الدوري والكأس الخاصة بالناشئين في ايطاليا وقد منحه المدرب بوسكوف تلك الفرصة وأشركه في مباراة اخرى لكنه لم يسجل أيضا
موسم 1993-1994 شهد زيادة في مشاركات توتي مع الفريق الأول لروما حيث خاض 8 مباريات في بطولة الدوري ومبارتين في بطولة الكأس ولكنه لم يسجل أيضا خلال ذلك الموسم لكن أداؤه كان جيدا ومبشرا بشكل كبير مما جعله يمتلك اعجاب المدير الفني للفريق الأول مازوني
زادت ثقة كارلو مازوني المدير الفني لروما في موهبة وقدرات توتي وبدأ يقحمه شيئا فشيئا في التشكيل الأساسي للفريق حتى أنه خاض خلال موسم 1994-1995 21 مباراة في الدوري الايطالي سجل خلالها 4 أهداف وشارك أيضا في 4 مباريات في مسابقة الكأس سجل خلالها 3 أهداف وكان الهدف الأول لتوتي في السيريا ايه في شباك نادي فوجيا في المباراة التي اقيمت يوم 4 سبتمبر 1994
موسم 1995-1996 شهد مشاركة توتي في عدد أكبر من المباريات بلغ 28 مباراة في السيريا ايه سجل خلالها هدفين ومباراة اخرى في كأس ايطاليا وقد شهد ذلك الموسم أيضا مشاركة توتي الأولى في المسابقات الأوروبية حيث شارك في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي وخاض مع الفريق 7 مباريات سجل خلالها هدفين
موسم 1996-1997 كان صعبا على روما وعلى توتي في البداية بسبب تولي المدير الفني الأرجنتيني كارلوس بيانكي الادارة الفنية للفريق والذي فشل في ايجاد طريقة جيدة للتعامل مع لاعبي الفريق مما أوجد بعض المشاكل مع توتي ولكن كل ذلك انتهى تماما بعد اقالة بيانكي وتولي السويدي نيلس ليدهولم منصب المدير الفني لروما والذي كان معجبا بتوتي بشكل كبير وقد جامله بجملة يراها توتي من أفضل ما قيل له في تاريخه حيث خاطبه قائلا " الجماهير سوف تتلهف لمشاهدتك وأنت تلعب كرة القدم " وخلال ذلك الموسم شارك توتي في 26 مباراة واحرز 5 اهداف في مسابقة السيريا ايه
تعاقد النادي في مطلع موسم 1997-1998 مع المدرب التشيكي زيمان لتولي قيادة الفريق وقد منح زيمان فرانشيسكو الفرصة الكاملة للعب والتألق مع الفريق من خلال اشراكه في مركز المهاجم الطرفي الأيسر خلف المهاجم المتقدم بالبوا وبجانب زميله سيرجيو ولم يخيب توتي آمال مدربه ولعب وتميز بقوة خلال ذلك الموسم باحرازه ل13 هدف في 30 مباراة في الدوري الايطالي ولهدف واحد خلال 6 مباريات في كأس ايطاليا ويذكر ان ذلك الموسم هو الأول لتوتي كقائد لفريق روما
استمر وجود زيمان في موسم 1998-1999 وهنا نقل توتي ليلعب على الجانب الأيمن بدلا من الأيسر ولم يتراجع مستوى توتي بل تقدم أكثر وأكثر وسجل اللاعب 16 هدفا في كافة المباريات التي لعبها مع روما سواء المحلية أو الأوروبية وهنا زاد تعلق الجماهير برمزها الجديد بشكل كبير وباتت تراه امتدادا للعمالقة كونتي وجيانيني
1999-2000 كان علامة فارقة في تاريخ روما وكذلك النجم توتي بتعاقد النادي مع المدرب الداهية فابيو كابيلو الذي لم يوفق كثيرا في موسمه الأول مع الفريق ولكن فرانشيسكو بات اللاعب الأكثر تأثيرا في الفريق خاصة في النواحي الهجومية والمعنوية وقد شارك في ذلك الموسم في 27 مباراة في السيريا ايه وسجل خلالها 7 أهداف
كابيلو وقبل انطلاق الموسم التالي 2000-2001 طالب ادارة النادي بدعمه بأكثر من صفقة مقابل وعد بالبطولة الايطالية وقد سانده توتي في ذلك الطلب مما جعل الرئيس فرانكو سينسي يوافق ويلبي لكابيلو رغباته بالتعاقد مع باتيستوتا وصامويل وايمرسون وفي المقابل فقد وفى كابيلو بوعده وحقق لروما لقب الاسكوديتو موسم 2000-2001 بقيادة توتي وباقي الكتيبة الجيالورسية وقد ساهم توتي بأهدافه ال13 في ذلك الأنجاز وان كانت المساهمة الأبرز كانت في قيادته لزملائه معنويا داخل الملعب وبث روح القتال والتصميم لديهم لحصد النقطة تلو النقطة وصولا لمجد الفوز باللقب وقد شكل توتي مع زميله باتي جول ثنائيا فتاكا في الدوري الايطالي